بالنسبة لإدوارد سعيد فإنه هنالك إشكالان ثقافيان يجب تجنبهما، الأول هو الإستشراق، و هو النظرة المتحيزة ضد الشرق في الثقافة الغربية، و بشكل عام فإن أي رؤية ثقافية تعطي "جوهرا" ثابتا غير مفسر لأي شعب أو مجتمع ستؤدي لنوع أو آخر من التحيز السلبي ضده، كالقول بأن الأفارقة لديهم جوهر معادي للحضارة مثلا، و قد توقع سعيد بأن الإستعمار لن يكتفي بالإستشراق كمنهج علمي خاطيء لفهم مجتمعات الدول المستعمرة، بل سيقوم بمرور الوقت بترسيخ هذه الرؤى المغلوطة لتصبح المنهجية التي يستوعب بها المتعلم المستعمَر نفسه و مجتمعه بها، خاصة تلك الأفواج من النخبة التي ستذهب للتعلم في أمريكا، و اليوم بالفعل فإن التحليل الإجتماعي الطاغي هو ذلك الذي يتبنى الفكرة التي ليس لها أي أصل بأنه لإنسان العالم الثالث تكوين ذهني مختلف (أو جوهر) يجعله يتأخر عن ركب الحضارة.
Share this post
في تذكر العم
Share this post
بالنسبة لإدوارد سعيد فإنه هنالك إشكالان ثقافيان يجب تجنبهما، الأول هو الإستشراق، و هو النظرة المتحيزة ضد الشرق في الثقافة الغربية، و بشكل عام فإن أي رؤية ثقافية تعطي "جوهرا" ثابتا غير مفسر لأي شعب أو مجتمع ستؤدي لنوع أو آخر من التحيز السلبي ضده، كالقول بأن الأفارقة لديهم جوهر معادي للحضارة مثلا، و قد توقع سعيد بأن الإستعمار لن يكتفي بالإستشراق كمنهج علمي خاطيء لفهم مجتمعات الدول المستعمرة، بل سيقوم بمرور الوقت بترسيخ هذه الرؤى المغلوطة لتصبح المنهجية التي يستوعب بها المتعلم المستعمَر نفسه و مجتمعه بها، خاصة تلك الأفواج من النخبة التي ستذهب للتعلم في أمريكا، و اليوم بالفعل فإن التحليل الإجتماعي الطاغي هو ذلك الذي يتبنى الفكرة التي ليس لها أي أصل بأنه لإنسان العالم الثالث تكوين ذهني مختلف (أو جوهر) يجعله يتأخر عن ركب الحضارة.