هذا الاسبوع في أمريكا-4: كريسماس، المهاجرون، والبيت على مشرق الشمس
سلسلة أسبوعية عن أمريكا كما أعرفها
اسبوع ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤
أقرأ مقدمة السلسلة:
١. ميري كريسماس للجميع:
الكريسماس كثقافة:
تستغرقني فترة أعياد الميلاد في التأمل. فأنا غريب هنا، وللغريب علاقة جدلية مع الأعياد. فليس هنالك شيء أكثر حدية في الثقافة من طقوسها الجماعية والعيد هو ذروة سنامها. وبالتالي فإنني كنت دائما أرى في الكريسماس، الآخر، لكن في أجمل صوره. وبمرور الوقت يبدأ جدل الغربة والعيد بالتجذر، فوجدتني كل ما مر عام بدأت علاقتي بفترة أعياد الميلاد تتحول من الوحشة للإلفة. وذلك مسار من التأقلم مع الغربة، بل والتأثر بها، يبدوا لي مهما.
تأملت هذا العام تحديدا في الاختلاف الغربي عنا في أعيادهم. ف "العيد" عندنا هو مزيج من الأحتفال الشعائري العام (الصلاة، معايدة الكل للكل في الطرقات ودخول المنازل بلا تفريق)، ثم العيد كمؤسسة أسرية تنفتح فيها الاسرة الصغيرة على الأسرة الكبيرة. أذكر مثلا جمهرة الاسرة في بيت جدي يوم العيد (لجدي عليه رحمة الله أحدى عشر أبنا وأبنة، فكانت جمهرة كريمة فعلا). بينما، في المقابل، يجذر العيد من فكرة تأسيسية في المجتمع الأمريكي تدعى الأسرة النووية. فأسفل شجرة الكريسماس يجلس الجميع ويتبادلون الهدايا بصورة شديدة الحميمية. وكاد أن يختفي من ثم أي مظهر جماعي أو جماهيري للعيد.
يمكنني أن أستطرد هنا تحليلا للمجتمع الأمريكي بالقول بأنه حتى الأعياد الأكثر جماهيرية مثل رأس السنة، أو مثلا الفعاليات الاجتماعية الجماعية، مثل الحفلات الغنائية، أو مباريات الرياضة، بدأت ألاحظ أنه حتى هذه الفعاليات "الجماهيرية" بدأت تأخذ منحى فرديا في التعريف الاساسي لها. فأنت تنضم للجمهور Crowd فردا وتخرج فردا. فأيام الجماهيرية البوهيمية مثلا، حيث كان الدخول في الجمهور هو دخول ل"مجتمع" ما، إنتهت. ومكان الاسرة الممتدة، المجتمع المحلي، أو المجتمعات المبنية على الأهتمام الجماعي، حلت بصورة جذرية "الاسرة النووية". العلاقة الأخيرة للإنسان مع "الآخر" بلا حدود. وربما من هنا يمكن فهم "تسييس" الاسرة في اللغة السياسية الامريكية، يقلق الأمريكي جدا على حصنه الآخير الصغير، وعندما يطمئنه السياسي المحافظ على أنه سيحمي هذا الحصن، يتحول لمؤيد شرس له. سيكون من المقابل من المضحك أن يكلمنا سياسي سوداني عن "الاسرة"، فهي في إطار الطقوسيات الجماعية بدرجاتها المختلفة محمية ذاتيا. وهي بالتالي ليست قضية سياسية. ليس بعد على الأقل.
الكريسماس والأصوليين:
أتمنى أن يكون واضحا لقارئ هذه المدونة أنني أخصص أشد مشاعر الكراهية للأصولية الدينية (وليس الدين). فأنا أراها، أي الأصولية الدينية، أو فكرة أن النص الديني هو نص مفارق للعقل الفردي، يفهم ذاتيا عبر التكرار وليس التدبر، أراها فكرة بالغة الغباء والرتابة ومفارقة للأخلاق. فالأخلاق عندي هي في التقرير الفردي الحر عبر العقل (بما في ذلك كيف يفهم عقل الفرد النص الديني)، وبالتالي بدون هذا التقرير يتكون الفرد الأصولي الفاقد للأساس الاخلاقي. وهو مؤسسة بذاته خطيرة على أي مجتمع. وربما يكون واضحا من تزامن تحول الاصولية الدينية، والتكرار اللا نهائي للنصوص في تعبير علي عزت بيجوفتش، في تزامن تحولها للعقيدة السائدة في بلاد العرب، مع الانهيار الكامل للمجتمعات العربية وتحولها لبقعة مظلمة في تاريخ الانسانية، (لاحظ مثلا حال الشعوب العربية من قضية من المفترض انها تهمهم مثل فلسطين، العقل الاصولي عاجز عن الفعل الجماعي التاريخي).
تذكرت في الكريسماس، على سبيل المثال، الهجمات المكررة من قبل الاصوليين، يلوحون بنصوصهم كالمهرجين في وجوه الكل يتقافزون بيها: لا يجوز معايدة المسيحيين بالكريسماس!. وفكرت في أن هذه الذاتية الاصولية، القلقة من الآخر، وبعقلها، المحدد أصوليا بالنصوص، غير قادرة بالتالي على التفكير الحر حول هذا الآخر. ومن ثم تتحول أعياده، بالنسبة لهذه الاصولية، مناسبة للتعبير عن أخروية فجة. من الواضح أن هذه الاصولية هي سرطان عام يجب اقتلاعه من عقول النشأ.
وفكرت أنني لو كنت في السودان لاهتممت بمعايدة المسلمين وغيرهم بميلاد السيد المسيح فقط لإغاظة الاصوليين والتعبير عن رفض هذا التفسير الضحل للدين.
ثم إن الموقف الأساسي، من الناحية الدينية، بالنسبة للآخر، هي محبته. أحب تحديدا لدى المسيحيين (وبعضهم أصولي كذلك، مثل التدبيريين الأمريكيين تسببوا، بسبب أصوليتهم حول فكرة نهاية العالم الانجيلية، في ألم كبير لأخوتنا الفلسطينيين)، أحب عندهم فكرة "التبشير بالنبأ السار" وهي ترجمة كلمة Evangelism الشائعة. فمن منظور الدين، فإن إخبار الآخر به هو جوهر المسألة كلها، وذلك لأن الآخر هو كذلك الإنسان المناط به حمل الأمانة. بالتالي لا يفهم عندي أي تفسير للنص الديني يبدأ بمحاولة خلق شقاق راسخ مع هذا الآخر. كيف يمكننا بعد الشقاق أن ننبأه بالخبر السار؟
أتمنى أن تعود بشرى ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام بالخير على كل البشر في كل مكان. وأحب جارك!
٢. "المهاجر" كموضوع للبيروقراطية:
أهتم منذ قدومي لأمريكا مهاجرا في ٢٠١٦، مثل غيري من المهاجرين، بمتابعة أخبار الهجرة في أمريكا ومنعطفاتها ومتاعبها. وتزامن قدومي للولايات المتحدة مع موجات هجرة عالمية تحولت فيها الهجرة من حالة فردية لحدث عولمي، جيو-أستراتيجي في تعبير "الخبراء". وكثف من الهجرة الفروقات الاقتصادية بين شمال العالم وجنوبه، والحروب مثل حرب ليبيا وسوريا، والتغيرات المناخية المتطرفة. وربما كانت أكثر أشكال الهجرة قسوة هي عمليات الهجرة مشيا على الأقدام من دول أمريكا الوسطى والجنوبية. وكذلك المهاجرين عبر قوارب الموت في البحر الأبيض المتوسط.
وكانت جمهوريات أمريكا الوسطى، مثل السالفادور ونيكاراغوا، ودول امريكا اللاتينية مثل بوليفيا وكولومبيا، وما تزال، ساحات للنشاطات السياسية الاستخباراتية الأمريكية، في خلال الحرب الباردة وما بعدها، وكذلك ساحة للتأثيرات الجيو سياسية للشركات الأمريكية المعولمة مثل شركات زراعة الفواكه والقهوة وغيرها. فمهاجروا هذه البلدان لأمريكا هم نتاج لسياسات أمريكا كذلك، بصورة كبيرة.
هذا غير أن الهجرة هي نتاج وسبب لتدمير البلدان الام. فهم نتيجة للتدمير، ولكن بفقدهم، كقوى عاملة وكعقول وكشباب، يتحولون لسبب لتجريف اقتصادي لاحق. خاصة أن سياسات الهجرة الامريكية، بميلها لقطع الصلة بين المهاجر وبلده (إذا خرجت لن تدخل مجددا) فهي تكرس للقطيعة الاقتصادية بين المهاجر وبلده الام. وتتبعها القطيعة الثقافية.
ثم يمكنك عزيزي القاريء، بعيدا عن التحليل المادي السياسي، أن تتأمل قليلا في حقيقة أن الملايين من البشر قد تركوا بلادهم الام، بما يشمله ذلك من ترك للاسر القريبة والممتدة والاصدقاء والأحبة، ترك للاماكن المألوفه وبقاع يرقد فيها الآباء والأجداد، وفي بعض الاحيان بلا أي فرصة للعودة (حوالي ١٠ ملايين من المهاجرين عبر حدود أمريكا الجنوبية في ظل أدارة جو بايدن فقط). على الصعيد الروحي، فإن ما تقوم به العولمة في شكلها المتأخر، بدول الجنوب وشعوبها، لهو محرقة مكتملة الأركان. و"المهاجر" وإن بدى "ناجيا"، لهو أحد أبرز تبديات التفكك الاجتماعي. ويوضح ظهوره ك "ناج" حجم الأزمة برمتها. فالمهاجر، شاهد عيان، في جسده، وفي روحه، على علاقة باتت قهرية بين الجنوب والشمال.
وربما وجب قراءة هذه الحالة ليس عبر السياسة والإقتصاد فقط بل عبر التاريخ الداخلي لها، الذي هو الأدب والفن الناتج منها. (تحضرني مثلا هنا سينفونية دفوراك التاسعة التي قام بكتابتها في نيويورك، بعد هجرته من شرق أوروبا، بعنوان "العالم الجديد")
فكرت في هذه الامور وأنا شاهد هذه الحلقة عن الهجرة المحتملة، لمهاجري أمريكا غير القانونيين، نحو كندا. وستجد أنك تشاهد ما يمكن تسميته "التحليل البيروقراطي للتاريخ" على الهواء مباشرة. بعد فقدان دول الغرب لأي أساس أخلاقي منطقي لعلاقتها مع الآخرين في العالم، العالم التي صنعته هذه الدول باستعمارها وحروبها وقنابلها النووية، باتت تريد أن تدير هذه العلاقة عبر البيروقراطية. نحن إذا امام خيارين، على هدي المرحومة روزا لكسمبورغ: الإشتراكية أو البيروقراطية:
٣. البيت على مشرق الشمس:
وجدت نفسي استمع لأغنية الفولك Folk المعروفة The House of the Rising Sun. والأغنية للفرقة البريطانية The Animals. أو لنقل النسخة المعروفة منها. لكنها تنتمي بصورة عميقة لتقليد غنائي امريكي استفادت منه الفرقة في اعادة انتاج الأغنية في ١٩٦٤.
وكنت قد استقيت معرفتي بالمجتمع الأمريكي منذ وقت طويل عبر موسيقاه. وهي، أي الموسيقى الأمريكية، ربما أفضل حاضن للروح والتاريخ الامريكي كما سنرى في هذا المثال.
وأذا تكلمت عن الثقافة الغنائية الامريكية فستجد نفسك دائما في المدينة الساحرة نيوأورلينز. فتبدأ الأغنية:
There is a house in New Orleans
They call the Rising Sun
And it's been the ruin of many a poor boy
Dear God, I know I was one
لنيوأورلينز، المدينة في ولاية لويزيانا والمطلة على خليج المكسيك، تاريخ بالغ الثراء. فهي كانت مستعمرة اسبانية اولا، ثم فرنسية ثانيا، ثم، بعد شراء الولايات المتحدة لها من نابليون، ضمن الصفقة التاريخية Luisiana Purchase في ١٨٠٣، أصبحت نيوأورلينز إلى الآن مدينة أمريكية. هذا التاريخ صهر في المدينة تنوعا بديعا.
أذكر أنه بعد أن أرهقني تشابه نمط المعمار الأمريكي في ولايات الشرق والغرب الأوسط (نيويورك، بنسالفانيا، أوهايو ألخ)، حيث، كما وصف الكوميدي جورج كارلن مرة، بين كل مول ومول هنالك مول ثالث. وبين كل ماكدونالدز وأخر هنالك مطعم كئيب مكرر آخر. وهذا التكرار في المعمار في أمريكا عموما، يلازمه تكرار ممل كذلك في الثقافة والحياة اليومية عموما. وأستثني من ذلك مدنا قليلة مثل بورتلاند في ساحل ولاية مين في الشرق (أحب هذه المدينة جدا ونعود لها ولشاطئها وقدم تقليد المأكولات البحرية فيها قريبا)، وناشفيل في ولاية تنسي. أما بخلاف بعض المناطق المميزة هنا وهناك فالولايات المتحدة هي صحراء معمارية، وسط ثراء طبيعي طاغ. فحتى أشعار وولت وايتمان لا تقدر على عكس المهابة والجمال الطبيعي المتوفر هذا البلد. عموما، أذكر أنه بعد أن ارهقني التكرار المعماري كانت زيارة نيوأورلينز هي دائما الشفاء، ف"المربع الفرنسي" وهو منطقة ببيوت فرنسية قديمة، يمثل ربما أحدى أجمل المناطق المعمارية في العالم. وهو كذلك مكان عجيب من حيث الأكلات العريقة التي هي مزيج بين ثقافة السود والفرنسيين و الاسبان. وكذلك هو مكان تسمع في أعذب موسيقى الجاز في أي محل عادي على قارعة "شارع الفرنسيين" بصورة تكاد لا تصدق.
لكن على صعيد آخر، فبسبب تاريخ نيوأورلينز الثري هذا، كانت كذلك مكانا نشر فيه الفرنسيون ثقافة القمار وربما المبالغة في الملذات الحسية عموما، إن كان الشرب أو النساء. ومن هنا تكونت أسطورة "البيت على مشرق الشمس" في الغناء الشعبي الأمريكي. فهو بيت في نيوأورلينز يقال أحيانا أنه بار (حانة)، أو محل قمار، أو بيت دعارة. وتبدأ الأغنية منه. تذكر فيه جدل التمرغ والنقاء الأمريكي. ويكمل:
My mother was a tailor
She sewed my new blue jeans
And my father was a gamblin' man
Way down in New Orleans
للقصة نسخ متعددة تصب في نفس المعنى العام. يقال أن أول نسخة من القصة كانت بصوت سيدة، كانت تعمل في البيت على مشرق الشمس كمومس. لكن نسخة The Animals هي بلسان رجل فقد حياته لاهيا شاربا أو مقامرا في البيت على مشرق الشمس.
في الحالتين. فإن جدل التمرغ والنقاء يبدأ من المنزل: يحكي الراوي أن أمه كانت تخيط له بنطاله من الجينز الأزرق، والجينز في الشعر الامريكي الشعبي يشير للطبقة العاملة، وبينما تقوم الأم الحنون، التي تربي في المنزل (حتى الحرب العالمية الثانية كان من النادر جدا للأم الامريكية أن تعمل خارج المنزل)، في المقابل فإن "الأب" كان مبتلى بالقمار "هنالك في أسفل قاع المدينة". وهذا التناقض بين الأم والأب. بين الاستقرار والرحمة في المنزل و القسوة والخطر في الخارج، هو قصة الأمريكي. الإنسان الأمريكي الذي هو حالة جذرية في المواجهة بين الإنسان والرأسمالية، ربما بأقل درجة من التدخل الاجتماعي الثقافي، في التاريخ. (بلورة فنية عجيبة حد الدهشة لهذه الحالة قام بها بول توماس أندرسون، وهو مخرجي المفضل، في فلمه المعروف There Will Be Blood). ونكمل:
And the only thing a gambler needs
Is a suitcase and a trunk
And the only time he's satisfied
Is when he's a drunk
هذه حالة من حالات قتل الأب. فهو ليس مقامرا فحسب. بل في تفاهته هذه هو أعزل من أي سلاح أو مادة ذات قيمة. هو يقامر، وكل ما يحتاجه المقامر هو حقيبة يحملها. ثم لا يروي ظمأه في هذا الظلام إلا الظلمات.
Oh, mother, tell your children
Not to do what I have done
To spend your lives in sin and misery
In the house of the rising sun
وبعد أن "قنع" من الأب. لا يمكن هنا إلا توجيه النداء للأمهات لأن يحفظوا أبناءهم وبناتهم من أن يفنوا حياتهم، في خطيئة وبؤس، في البيت على مشرق الشمس. وهذا الربط بين الخطيئة والبؤس هو ربط ديني مسيحي أستوقفني كثيرا. ففي التقليد الاسلامي نربط أحيانا بين الخطيئة والبؤس. لكن أحيانا أخرى ترى في القرآن معنى "قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا". أو "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء". أما في العقل المسيحي، على الأقل في مستوى الانسان العادي، فهنالك ربط بين الاستقامة والسعادة، والميل والتعاسة، حتى في الحياة الدنيا. ونكمل:
I got one foot on the platform
And another on the train
And I'm going back to New Orleans
To wear that ball and chain
There is a house in New Orleans
They call the Rising Sun
And it's been the ruin of many a poor boy
Dear God, I know I was one
Dear God, I know I was the one
ينتهي الجدل بين النقاء والتمرغ. بالتمرغ لكن كإعتراف Confession ديني كذلك. ربما يكون التمرغ نفسه، هيغيليا، هو نوع من النقاء؟ هل يمكن للأنقياء في حياتهم البسيطة المشيدة على أعلى بروج الطاعة أن يقبلوا فرضية أن التمرغ في الدنيا هو واحدة من "ابتلاءات" الله الأشد قسوة؟ وبالتالي هي أحيانا طريق إلى أعلى مراق الفضيلة؟
عموما، يقول الراوي في النهاية أنه أسير للبيت في اعلى الشمس. أو في مشرق الشمس. وهو عائد بالتالي لا محالة لنيوأورلينز، لابسا سلاسل العبودية. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
في الختام أرحب بالتعليقات على المقال، خاصة إذا كان هنالك أقتراحات لمواد يمكن تغطيتها فيما يخص أي أسبوع في أمريكا، إن كانت سياسية، ثقافية، فنية أو غيرها. أرحب كذلك بالتواصل عبر ايميل المدونة
mahmoud@zalam-blog.com
أخيرا أذكّر بأنه يمكن الأشتراك في قناة المدونة على واتساب عبر الرابط.